وکالة مهر للأنباء _ في ذکری استشهاد الإمام الهادي علیه الصلاة و السلام الألیمة ننقل لکم بعض ما جاء في خطاب سماحة الامام الخامنئي حول شخصیة الامام الهادي علیه السلام و نضاله و جهاده: فیقول الامام الخامنئي أن الإمام الهادي (عليه السّلام) عاش اثنين وأربعين سنة قضى عشرين سنة منها في سامراء؛ كانت لديه هناك مزرعة وكان يعمل ويعيش في تلك المدينة. في مدينة سامراء هذه اجتمع عدد مرموق من كبار الشيعة في زمن الإمام الهادي (عليه السلام) وتمكّن عليه السلام من إدارتهم واستطاع إبلاغ رسالة إمامته من خلالهم إلى أنحاء العالم من خلال تبادل الرسائل و... لقد أدّى الإمام الهادي كافّة أعماله في ظلّ بريق سيوف ستة خلفاء الحادّة والدمويّة ورغماً عنهم. هناك حديث شهير حول وفاة الإمام الهادي عليه السلام يمكن من خلاله معرفة أنّ عدداً مرموقاً من الشيعة في سامراء كانوا قد اجتمعوا؛ بصورة تجعل نظام الحكم لا يتعرّف عليهم؛ لأنه لو عرفهم لأبادهم جميعاً؛ لكنّ هذه العدّة كانت أوجدت شبكة قويّة جعلت نظام الخلافة يعجز عن الوصول إليها.
لقد كان يوماً واحداً من جهاد هؤلاء العظماء -الأئمّة عليهم السلام- يترك أثراً على مدى أعوام؛ يومٌ واحد من حياتهم المباركة كان أثره على المجتمع كعمل مجموعة على مدى أعوام. لقد صان هؤلاء العظماء الدين بهذا النّحو، وإلّا فإنّ ديناً يرأسه المتوكل والمعتز والمعتصم والمأمون ويكون علمائه أشخاص كيحيى بن الأكثم الذين ومع كونهم علماء نظام الحكم كانوا أنفسهم من الفسقة والفجرة الأوائل، لا يكون مصيره الدوام والبقاء؛ لكانت جذوره قلعت في تلك الأيام؛ وانتهى. جهاد الأئمة عليهم السلام وجهودهم هذه لم يحفظ التشيع فقط، بل صان القرآن والإسلام والمعارف الدينية؛ هذه هي خاصية عباد وأولياء الله الخلّص والمخلصين. لو كان الإسلام فاقداًٍ لهذه الشخصيات المصمّمة، لما كان استطاع بعد انقضاء الف ومئتي أو ثلاثمئة سنة أن يحدث صحوة إسلامية؛ كان مصيره الزوال ببطء. لو كان الإسلام فاقداً لشخصيات تركّز بعد النبي هذه المعارف العظيمة في أذهان البشرية على مدى التاريخ وفي التاريخ الإسلامي، لكان مصيره الفناء؛ والانقضاء ولما كان بقي منه شيء.
الإمام الهادي علیه السلام انتصر في الظاهر والباطن في المواجهة التي كانت قائمة بينه وبين خلفاء عصره؛ خلال فترة إمامتة تعاقب على الحكم ستة خلفاء وذهبوا إلى الجحيم واحداً تلو الآخر، آخرهم كان المعتزّ الذي اغتال الإمام الهادي علیه السلام ومات هو بعد فترة قصيرة. لقد مات هؤلاء الخلفاء مذلولين في غالب الأحيان؛ أحدهم قُتل على يد ابنه، والآخر على يد ابن أخيه، وتشتّت بنو العبّاس على هذا النّحو؛ خلافاً للشيعة.
الإمام الهادي علیه السلام كان الشخص الذي انتصر في الظاهر والباطن في المواجهة التي كانت قائمة بينه وبين خلفاء عصره؛ هذا ما يجب أن نلتفت إليه في كافّة خطبنا وتصريحاتنا. خلال فترة إمامة ذلك العظيم تعاقب على الحكم ستة خلفاء وذهبوا إلى الجحيم واحداً تلو الآخر، آخرهم كان المعتزّ الذي اغتال الإمام الهادي علیه السلام ومات هو أيضاً بعد فترة قصيرة. لقد مات هؤلاء الخلفاء مذلولين في غالب الأحيان؛ أحدهم قُتل على يد ابنه، والآخر على يد ابن أخيه، وتشتّت بنو العبّاس على هذا النّحو؛ خلافاً للشيعة.
الشيعة في زمن الإمام الهادي والإمام العسكري عليهما السّلام وفي ظروف العمل الصعبة تلك ازدادوا توسّعاً وقوة. عاش الإمام الهادي علیه السلام اثنين وأربعين سنة قضى عشرين سنة منها في سامراء؛ كانت لديهم مزرعة هناك وكانوا يعملون ويعيشون في تلك المدينة. لقد كانت سامراء في واقع الأمر أشبه بالمعسكر، وكان المعتصم قد بناها من أجل غلمانه الأتراك المقرّبين منه الذين جاء بهم من تركستان وسمرقند ومنطقة مغولستان وآسيا الشرقية. هؤلاء ولأنّهم كانوا قد أسلموا حديثاً لم يكونوا يعرفون الأئمة والمؤمنين ولا يدركون شيئاً عن الإسلام. لذلك كانوا يزعجون النّاس ويتشاجرون مع العرب.
في مدينة سامراء نفسها كان يجتمع عدد كبير من كبار الشيعة في زمن الإمام الهادي، وقد تمكّن عليه السلام من إدارتهم وإبلاغ نداء الإمامة إلى مسامع العالم الإسلامي في كافة أرجائه. ..خلايا الشيعة هذه في قم، خراسان، الري، المدينة، اليمن وسائر المناطق البعيدة وفي كافة أقطار العالم استطاعت رغم عددها المحدود زيادة عدد الأشخاص المؤمنين بهذا المذهب يوماً بعد يوم. لقد أنجز الإمام الهادي علیه السلام كافّة هذه الأعمال مع أنه كان تحت تهديد سيف هؤلاء الخلفاء الستّة، رغماً عنهم. يوجد حديثٌ معروف حول شهادة الإمام الهادي علیه السلام يُمكن أن يُفهم من عبارته أنّ عدداً كبيراً من الشيعة كانوا قد اجتمعوا في سامرّاء؛ بحيث أنّ جهاز الحكم لم يكن يعرفهم أيضاً؛ لأنّه لو كان يعرفهم لقضى عليهم جميعاً، لكنّ هؤلاء العدّة ولأنّهم شكّلوا خليّة قويّة لم يكن نظام الحكم قادراً على الوصول إليهم.
/انتهی/
تعليقك